واقف هنا ليه

واقف هنا ليه. 
كنا في غرفة مدير المدرسة في اجتماع قبل الفسحة ولما خلص قعدنا في بريك شوية نفطر وبعدين كل واحد دخل فصله.

وأنا ماشية رايحة الفصل وبفكر في ولادي ياترى فطروا ولا لسه؟ لاقيت طفل واقف على باب الفصل بيعيط بدون صوت، هو هادي وعمره ما عمل دوشة ودايمًا في حاله، جريت عليه وقولتله: 
مالك ياموسى بټعيط ليه؟

مسح دموعه بكفوفه الصغيرة وقالي: مفيش حاجة أنا كويس. 
طبطبت على كتفه وقولتله: مش أنا زي مامتك؟ واحنا صحاب صح؟ قولي بقا مالك.

لاقيته رد وقال كلمة وجعت قلبي: أنا جعان.

تنحت للولد پصدمة وقولت في بالي: إزاي مامته مهملة بالشكل ده؟ تسيب طفل زي ده بدون ساندوتش؟ وبعد كلام طال معاه عرفت إنه يتيم ومامته مكنش معاها فلوس الصبح، خدته في حضڼي ومحسيتش بنفسي غير ودموعي نازلة على راسه. 

وكلمت المدرسين اللي بيروح عندهم دروس قالولي: إنه مبيروحش بقاله فترة شرحتلهم ظروفه وقبلوا يروح بدون مقابل.. 
وبرغم إن المُرتَّب بتاعي بيكفِّي ولادي بالعافية بس قررت أتكفل بيه وكأن عندي أربع ولاد مش تلاتة، سلمت أموري لله، برغم إن كان بيجي عليا وقت مكنش بيكون في جيبي جنيه يكفيني لآخر الشهر.

الولد ومامته كانوا متعلقين بيا جدًا وأنا كمان حبيتهم، كنت دايمًا بسأل عليهم وهما كمان وجه في يوم موبايلي أتسرق وانقطعت الأخبار وفاتت سنين وطلعت عن المعاش، ومريت بظروف وحشة جدًا بنتي وقعت من على السلم وحصلها شرخ كبير في العمود الفقري وجوزها اتجوز عليها واتطلقت لما الدكاترة قالوا لازم عملية ومصاريف ومكنش معانا فلوسها، زوجي قال نروح لدكتور تاني، خدناها وروحنا لدكتور اسمه « موسى ماهر » ولما دخلنا عليه لاقيته قام وقف وقالي: أستاذة سعاد!!

كنت بشبه عليه من الاسم من البداية لاقيتني فرحت وقولتله: موسى صح؟ كبرت وبقيت دكتور؟ ما شاء الله.

بس كان واضح حزني على بنتي، رحب بينا وكشف عليها وقال: 
لو كانت عملت العملية دي كانت جالها شلل نصفي، الحمد لله إنكم معملتوش المجازفة دي، وفضل معاها لحد ما اتعالجت.

وبعد فترة موسى اتجوز ومحصلش توافق وطلق، وجه طلب إيد بنتي ودلوقتي معاهم أمير ومريم ♥

خلي حديث النبي دايمًا في بالك:

قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: كَافِل الْيتيمِ -لَهُ أَوْ لِغَيرِهِ- أَنَا وهُوَ كهَاتَيْنِ في الجَنَّةِ وَأَشَارَ الرَّاوي -وهُو مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ- بِالسَّبَّابةِ والْوُسْطى.

« وأما اليتيم فـلا تقهر »

ازرع خيرًا تلقي جبرًا 🌱♥. 
عزه العمروسي